يواصل النظام انتهاكاته لحقوق الإنسان في مناطق سيطرته بشتى الأشكال والوسائل، عبر إطلاق يد شبيحته وأزلامه لمحاربة المدنيين في معيشتهم واستغلالهم والتربح منهم، من خلال ممارسة أشكال التشبيح عليهم، تحت وطأة الترهيب والتهديد الاعتقال أو القتل..
ولم يسلم متضررو الزلزال من ممارسات "الشبيحة"، حيث قاموا بنهب المساعدات التي قُدمت للمدنيين الذين تضرروا بفعل زلزال السادس من شباط الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا..
ر. ع. مدنية من ريف دمشق ومهجرة إلى ريف جبلة تروي لنا بعد ممارسات اللجان الشعبية في مراكز إيواء متضرري الزلزال..
تقول ر.ع التي رفضت ذكر اسمها لأسباب أمنية، حين وقع الزلزال وهرع الناس للشوارع، قامت عناصر اللجان الشعبية بإيوائهم في المدارس، وجل البطانيات والفرشات اللازمة من منازل سكان المنطقة، وقاموا بتسجيل أسماء العوائل المتضررة وعناوينهم..
وفي الأثناء دخل عناصر اللجان الشعبية للقرية الواقعة في منطقة المعيصرة بجبلة، ومنعوا أصحاب الأهالي من العودة لمنازلهم، وقاموا بسرقة المنازل و"تعفيشها".
وفي اليوم التالي دخلت سيارة مساعدات، فاصطحبوا الأهالي ليقوموا بتصويرهم وهم يتلقون المساعدات، المتمثلة بالبطانيات وبعض الأطعمة وحليب الأطفال، ليقوموا بعد انتهاء التصوير باستعادتها، وإعطاء أهالي القرية فقط، وتركوا لأمهات الرضع بعض علب حليب الأطفال، زمن ثم أخرجونا إلى هنكار تابع لإحدى الجمعيات، وكنا تقريبا حوالي 40 من الكبار و80 طفلا، وأخذوا هوياتنا ولم يعيدوها، وحين اعترضت إحدى السيدات أخذوها مع زوجها، وغابت يومين لتعود وعلى وجهها آثار الضرب والكدمات، بدعوى أنها محرضة من المسلحين..
وفي اليوم الرابع دخلت سيارة من دولة أجنبية لتطلع على الأوضاع، فأتى أحد رجال اللجان يدعى "حيدرة" وهددنا إذا ذكرنا أننا لم نأخذ المساعدات أمام المترجم..
وتبدو الكارثة الأكبر التي تحكيها ر.ع في التحرش والاغتصاب الذي تعرضت له فتيات لا تزيد أعمارهن عن 16 عاما في مراكز الإيواء من قبل اللجان الشعبية، وحددت ر. ع أن أحد المتحرشين بالفتيات يعمل في حميميم وكما تقول "إيدو طايلة ومدعوم"، مؤكدة أن لجان الدفاع تقوم بانتهاكات لا حدود له، بداية من الاعتقال والتعذيب ومرورا بخلع حجاب السيدات وانتهاء باغتصاب الفتيات، دون أن يتعرضوا لأي نوع من المساءلة، إلى جانب الاستيلاء على المساعدات المقدمة للمتضررين ووضع قوائم وهمية لأجل ذلك، ووضع اليد على أي مزرعة وتحويلها لمركز لهم..
تبكي ر.ع وهي تتحدث عن الانتهاكات التي يتعرضون لها، وترجونا ألا نذكر اسمها أو صورتها، تقول "إذا عرفوني والله بيخفوني عن وش الأرض"..
وماذا بعد؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق