عبد الكريم العمر
سلّطت منظمة العفو الدولية في تقرير مفصل صدر، الأربعاء، الضوء على حجم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يتعرض لها المعتقلون في مخيمات وسجون تنظيمة PKK/PYD الإرهابي شرقي سوريا.
وحذر التقرير، الذي يحمل عنوان “في أعقاب هزيمة تنظيم الدولة (داعش).. ظلم وتعذيب وموت أثناء الاحتجاز في شمال شرق سوريا”، من “انتهاكات منهجية” يتعرض لها أكثر من 56 ألف شخص محتجز في سجون التنظيم الإرهابي.
ويشمل هذا العدد 11.5 ألف رجل و14.5 ألف امرأة و30 ألف طفل، موزعين على 27 منشأة احتجاز ومخيمي “الهول” و”روج” شرقي سوريا.
وأشار التقرير إلى دور الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في “التواطؤ” مع التنظيم الإرهابي في معظم جوانب منظومة الاحتجاز، بما في ذلك احتجاز مواطنين بريطانيين وأجانب آخرين.
ووثق التقرير شهادات مروعة عن ظروف الاحتجاز اللاإنسانية التي يعاني منها المعتقلون، بما في ذلك:
- الضرب المبرح
- الأوضاع المجهدة
- الصدمات الكهربائية
- العنف القائم على النوع الاجتماعي
وتحدث التقرير عن اختفاء آلاف المعتقلين قسرياً، وفصل نساء بشكل غير قانوني عن أطفالهن، في حين أكدت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنياس كالامار، على أن “سلطات (التنظيم الإرهابي)ارتكبت جرائم حرب تتمثل في التعذيب والمعاملة القاسية، ومن المرجح أنها ارتكبت جريمة حرب تتمثل في القتل”.
وشددت على أن “الأطفال والنساء والرجال المحتجزين في معسكرات الاعتقال والمرافق هذه يعانون من القسوة والعنف الصادمين”، مُحذرة من أن “نظام الاحتجاز هذا ينتهك حقوق الأشخاص الذين يُعتقد أنهم ينتمون إلى (داعش الإرهابي)، وفشل في تحقيق العدالة والمساءلة للضحايا والناجين من جرائم التنظيم”.
وطالبت منظمة العفو الدولية سلطات الأمر الواقع في شمال شرقي سوريا وأعضاء التحالف الدولي بـ”العمل على معالجة هذه الانتهاكات، وإنهاء دورات الانتهاكات والعنف”.
وأكد التقرير على مسؤولية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في “التواطؤ” مع “الإدارة الذاتية” في منظومة الاحتجاز، مُطالباً بإنهاء احتجاز آلاف الأشخاص، بما في ذلك مواطنون بريطانيون وآجانب آخرون، في مخيمات ومنشآت الاحتجاز سيئة السمعة.
وأشار التقرير إلى دور “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة في “التواطؤ” مع التنظيم الإرهابي وتقديم الدعم المالي والعسكري، بينما يخذل “الضحية والناجين”.
ويُمثل تقرير منظمة العفو الدولية إدانة قوية لانتهاكات حقوق الإنسان المروعة التي تُرتكب في مخيمات التنظيم الإرهابي، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عاجلة لوقف هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق