عبد الكريم العمر
اتجهت اصابع الاتهام في محاولة اغتيال الزعيم السابق لحزب الشعب الإسباني أليخو فيدال كوادراس المعروف بقربه من المقاومة الايرانية الى النظام الحاكم في ايران .
نقلت وكالة أسوشيتدبرس عن مصدر في الشرطة الاسبانية أن كوادراس اظهر شكوكا حول حول تورط نظام الملالي في الجريمة، لا سيما وان الخارجية الإيرانية فرضت عليه عقوبات في وقت سابق إلى جانب آخرين كانوا على اتصال بمجاهدي خلق، الامر الذي وضعه المحققون في اعتبارهم، ويبقي احتمال تورط النظام الايراني في إطلاق النار حاضرا بقوة، كما نُشرت تقارير مماثلة بعد نشرات اخبار التلفزيون الاسباني التي ابرزت الحشود التي تجمعت حول المستشفى تهتف لكوادراس.
ودان مسؤولون وبرلمانيون بارزون اسبان واوروبيون العمل الإجرامي معبرين عن غضبهم، بدء من رؤساء وزراء إسبانيا، إيطاليا، سلوفينيا السابق، مرورا برئيسة البرلمان الأوروبي، ومسؤول السياسة الخارجية فيه، والعديد من أعضاء البرلمان الأوروبي.
تعود ردود الفعل الواسعة على محاولة الاغتيال الى القلق من الإرهاب الذي لا يتورع عن قتل أبرز السياسيين في قلب أوروبا وفي وضح النهار، وتميّز شخصية كوادراس، السياسي النزيه الذي ترأس حزب الشعب في كاتالونيا لسنوات عديدة وكان نائبا لرئيس البرلمان الأوروبي لمدة 15 عاما، وبصفته رئيسا للجنة الدولية للبحث عن العدالة يعد قطبا بارزا في فضح سياسة استرضاء نظام الملالي، ووضع سياسة اوروبية لمواجهته، كما عرف بدعمه الشجاع والمتواصل لمجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية.
شارك كوادراس في عشرات المحاضرات والمؤتمرات والمقابلات وكتب العديد من المقالات التي تفضح سياسة الاسترضاء وتؤكد شرعية المقاومة ونضال الشعب الإيراني من أجل الحرية، واشار في المؤتمر السنوي لإيران الحرة الذي عقد في باريس مؤخرا الى إن التفاوض مع النظام الإيراني واسترضائه مضلل، ووصف دول الاتحاد الأوروبي بانها جبانة وتفتقر للكفاءة، فعندما “اندلعت الانتفاضة في إيران وكان النظام ضعيفا في الداخل وعلى وشك الهزيمة، لم تفعل الحكومات الغربية شيئا” لكن ذلك لم يمنع من استمرار النضال البطولي للشعب الإيراني.
كرّس حياته خلال هذه السنوات لدعم مقاومة إيران وقضيتها، زار العراق وتواجد في أشرف، في زمن نوري المالكي حيث كان السفر الى هناك مخاطرة جسيمة؛ عمل على حماية مجاهدي خلق في أشرف ونقلهم إلى خارج العراق، بالاضافة الى إزالة اسم مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب.
خاطب كوادراس مجاهدي خلق ذات مرة قائلا ان “إن النضال معكم ضد هذه الحكومة الاستبدادية طوال هذه السنوات أعطى معنى جديدًا لحياتنا” ودفع ثمن موقفه المبدئي من دمائه التي تحولت الى لعنة تلاحق نظام الملالي كما لاحقتهم جرائمهم السابقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق