الحملة التي أطلقتها “المؤسسة” قوبلت بحالة من السخرية لدى أهالي المدينة بسبب طبيعة المساعدات التي قدمتها لأسر قتلى ميليشيا الدفاع الوطني، والتي تضمنت “قالب من الثلج ومبلغ مالي زهيد لم يتجاوز الـ 20 الف ليرة سورية”، مع تقديمها وعود يمنح هذه الأسر سلال غذائية شهرية غير أنها لم تقدمها لهم.
حيث تجمعت عشرات الأسر من قتلى ميليشيا “الدفاع الوطني” أمام المقرات العسكرية التابعة لها في ريف ديرالزور الغربي بانتظار حصولهم على مساعدات غذائية ومالية، غير أنهم فوجئوا بتقديم قيادة الميليشيا “قالب ثلج مع مبلغ مالي”، وإخبارهم أنهم لن يحصلوا على أي مساعدات أخرى لعدم توافر أي حصص غذائية داخل مستودعات “المؤسسة”.
وتحدثت مصادر خاصة عن رفض “منار الأسعد” مديرة ما يسمى بـ “مؤسسة الشهيد” وزوجة قائد ميليشيا الدفاع الوطني “فراس العراقية”، توزيع أي مساعدات غذائية على أسر قتلى الميليشيا في الوقت الحالي، وطالبت المسؤولين عن المستودعات التي تملكها “المؤسسة” بعد إخراج أي شيء منها وجرد كامل موجوداتها بهدف بيع المواد الغذائية للتجار المحليين وخاصة مع اقتراب عيد الاضحى.
وأوضحت المصادر لمنصة SY24، أن معظم المساعدات الغذائية الموجودة لدى ما يسمى بـ “مؤسسة الشهيد” تم مصادرتها من منظمة الهلال الأحمر والمنظمات الدولية المتواجدة في المدينة، وذلك بحجة أن “هذه المنظمات ترفض توزيع المساعدات لعائلات قتلى الميليشيا”، في الوقت الذي يتم فيه بيع معظم هذه المواد في الأسواق المحلية أو تهريبها لمناطق سيطرة “قسد” وبيعها هناك بأسعار مرتفعة.
واتهم أهالي المدينة “منار الأسعد” والمؤسسة التابعة لها بسرقة المساعدات الغذائية والعينية التي تصل لدير الزور، مع قيامها بتوزيع جزء بسيط من هذه المساعدات لأسر قتلى الميليشيا والعائلات المقربة منها بغرض الحصول على سلطة ونفوذ داخل المدينة، وبيع بقية هذه المواد الغذائية للتجار المحليين أو تهريبها لمناطق “قسد” أو لبقية المحافظات السورية.
وذكرت “رغدة عبد العزيز”، معلمة من مدينة ديرالزور ومقيمة في حي “الجورة”، أن “95% من العائلات الموجودة في المدينة بحاجة إلى مساعدات غذائية دورية، بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها، مع انعدام فرص العمل الحقيقية وهرب الشباب إلى خارج مناطق سيطرة النظام، وأيضاً انخفاض معدل الأجور مقارنةً بتكاليف المعيشة الباهظة”، على حد تعبيرها.
وقالت السيدة في حديثها لمنصة SY24: إن “منار الأسعد تحاول بناء شخصية سلطوية من خلال استغلالها فقر المدنيين وتوزيعها بعض المساعدات التي تسرقها لهم كل فترة وأمام عدسات الكاميرات لتظهر بصورة جيدة، في الوقت الذي يعلم فيه أبناء المدينة كمية الجرائم التي ارتكبتها الأسعد وبالذات بسبب قيادتها الطائشة، والتي تسببت العام الماضي فقط بمقتل طفل ورجل كبير بالعمر وإصابة آخر بجروح”.
وأضافت أن “سرقة المساعدات الغذائية وبيعها بالأسواق المحلية بات أمراً طبيعياً في المدينة، ولكن من غير الطبيعي أن تكافئ عائلات قتلى الميليشيا بقالب من الثلج ومبلغ مالي لا يكفي لشراء كيلو من اللحم، وإن كان هذا يدل على شيء فإنه يدل على رخص دماء قتلى الميليشيات أمام قادتها، وأنهم يستغلونهم في توسيع نفوذهم وزيادة ثروتهم المالية”.
وكانت حكومة النظام والميليشيات الموالية لها قد أطلقت في أكثر من مناسبة، حملات مشابهة لتوزيع مكافئات مالية ومساعدات غذائية لعائلات وأسر قتلاها في مختلف المحافظات السورية، إلا أنها قدمت لهم بعض الهدايا التي قوبلت بحملات من السخرية والضحك على وسائل التواصل الاجتماعي، وبالذات بعد تقديم النظام “ساعة حائط وصندوق مشمش” لهذه العائلات، وامتناعها عن تقديم أي مساعدات مالية لهم على الرغم من فقدان معظم هذه الأسر المعيل الوحيد لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق