أقدم مسلحون تابعون لتنظيم داعش على إعدام سيدة بوضح النهار عبر إطلاق النار على رأسها في إحدى ساحات القطاع الرابع بمخيم الهول للنازحين بعد ساعات من قيامهم بخطفها، وذلك بتهمة “التعامل مع إدارة المخيم وقوات الأمن الداخلي ومعاداة التنظيم ومخالفة تعاليمه”، وسط إطلاق عناصر المجموعة المسلحة صيحات تتوعد بالقتل لكل من يتعاون مع “قسد” أو المنظمات الدولية العاملة بالمخيم.
حيث تنحدر السيدة التي تم إعدامها من قبل عناصر تنظيم داعش من ريف حلب الجنوبي وهي زوجة “بسام السوادي”، والذي تم إعدامه من قبل التنظيم عبر قطع رأسه ورميه في ساحة القطاع الرابع بالمخيم في أول أيام عيد الأضحى المبارك، بتهمة “التعامل مع إدارة المخيم ومعاداة داعش وكتابة تقارير بأسماء بعض المتعاونين مع التنظيم من النازحين”، الأمر الذي أثار حالة من الخوف والهلع لدى الأهالي الذين طالبوا بضرورة إلقاء القبض على الفاعلين.
في الوقت الذي باشرت فيه قوات “الأسايش” بالبحث عن خلايا التنظيم المتورطين بعمليات خطف وتصفية “بسام السوادي وزوجته” في مخيم الهول، وشنت حملة مداهمات طالت العديد من خيم النازحين المنحدرين من العراق في القطاع الأول والثاني من المخيم، كما شنت حملة مداهمات وتفتيش دقيقة داخل القطاع الخامس والسادس المخصص للنازحين السوريين، في الوقت الذي داهمت فيه قطاع عائلات مقاتلي تنظيم داعش الأجانب دون أن يتم اعتقال أي شخص.
مصادر محلية داخل مخيم الهول للنازحين ذكرت أن عمليات قتل وتصفية المعارضين لوجود التنظيم بالمخيم ازدادت بشكل كبير وواضح خلال الأشهر الماضية، وبالذات مع توجيه عدد من النازحين اتهامات مباشرة لتنظيم داعش بالتخابر لصالح النظام السوري وإيران، والعمل لصالحهم طوال فترة سيطرته على المنطقة، وقيامه بتسليمه جميع المناطق التي سيطر عليها بوقت سابق دون قتال وبالذات مدينة ديرالزور وريف حلب الجنوبي.
المصادر ذاتها أوضحت أن الاتهامات التي وجهت لتنظيم داعش وقيادته بالعمالة لصالح النظام لم تنحصر على النازحين السوريين فقط، بل تعدته لتصل لبعض نساء عناصر التنظيم الأجانب والنازحين العراقيين المرتبطين بالتنظيم، وبالذات بعد مصادرة كميات كبيرة من الأموال كان قادة التنظيم قد حصلوا عليها من حكومة النظام السوري مقابل بيعه النفط والغاز إبان سيطرته على حقول ريف ديرالزور الشرقي.
ومازال مخيم الهول للنازحين والذي يقطنه قرابة 57 ألف نازح، يشهد ارتفاع واضح في عدد جرائم القتل والسرقة التي يقف خلف معظمها خلايا تتبع لتنظيم داعش، والتي تحاول إبقاء المخيم وقاطنيه تحت سيطرتها من أجل بسط نفوذها وتحقيق مكاسب مادية ومعنوية فيه، في الوقت الذي تقف فيه بعض العصابات المسلحة خلف عدد من جرائم القتل المرتبطة بتجارة المخدرات والسرقة والابتزاز وتهريب النازحين ونساء التنظيم الأجانب خارج المخيم، بالتعاون مع بعض عناصر حراسته وعدد من قادة “قوات سوريا الديمقراطية” في محيط المخيم.
SY24
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق