اكثر من تسعة عقود ونيف مضت على اغتصاب شقيقة العرب “احوازنا الغالية” من قبل بلاد فارس ومنذ ذلك التاريخ والاطماع الايرانية تزداد شراهتها ويتسع نفوذها نحو دول الخليج العربي وابناء الاحواز يتضورون جوعاً وظلماً وقهراً وقتلاً وسرقة لخيراتها وهم اهل الدار، وعيونهم ترنوا نحو ابناء عمومتهم الذين تركوها وتناسوا عروبتها لهم لاسباب ربما تكون خارج حدود امكانتهم ، بحكم الجبروت الغربي وفي مقدمتهم “بريطانيا” التي كانت تساير مصالحها مع النظام البهلوي من اجل الحصول على النفط الاحوازي الذي تصدر منه ايران 80% الى العالم.
ومع مرور السنوات العجاف على الشعب الاحوازي والقضية تتناسى رويداً رويداً ، في حين شراهة المغتصب الايراني تزداد فتكاً بهم دون رحمة ، لان هذا التعدي قد استمد قوته من الصمت العربي حتى تم التعدي على اولى القبلتين وثالث الحرمين “قدسنا العزيز” من قبل المغتصب الاسرائيلي وايضاً عن طريق بريطانيا المجرمة الحاقدة على العرب ، ولم يكتفي الغرب بهذين الاحتلالين البغيضين حتى تحالفوا مع نظام الملالي في ايران بتمكينهم من احتلال لبنان ومن ثم احتلال العراق واليمن وسوريا ولانعلم اي دولة عربية أخرى لاقدر الله ان تكون القادمة وكل ذلك بسبب وهن العرب وتمزقهم وتفرق شملهم .
لا اريد في مقالتي ان اقلب المواجع والهموم التي اصابة قلوبنا جميعاً بالقيح والاسى على ماضٍ تولى ، ولكن جل همي ان يتوحد الزعماء العرب هذه المرة ويوحدوا صفهم ومواقفهم تجاة نصرة القضية الاحوازية امام المحافل الدولية ويؤسسوا نظاماً جديداً في علاقاتهم الدولية حسب ماتمليه مصالحهم ، شريطة ان تكون الاحواز”بيضة القبان” في هذه المعادلة كونها تمثل حائط الصد المنيع الذي يحول دون تمدد النفوذ الايراني تجاه دول خليجنا العربي ، عند ذلك ستنكسر شوكة ايران وتتوقف اطماعها ويلين عضدها أمام وحدتكم وصلابة مواقفكم وتستعيدوا سباياكم من براثن الفرس والله ناصركم لامحال ، وبهذا تكونوا قد اخذتم الثأر للشعب الاحوازي وفي مقدمتهم “الشيخ خزعل الكعبي” ورفاقه من بعده الذين قدموا انفسهم قرابين على ان لايحصل الاحتلال البغيض.
هذه رسالتي العالم العربي وفي مقدمتهم اصحاب الجلالة والفخامة واصحاب السمو ان لايتناسوا أو يهملوا قضية الأحواز، بل يجب ينادوا بتحريرها في المحافل السياسية والثقافية، لأنهم جزء لا يتجزأ من الأمة العربية تاريخًا ولغةً وثقافةً وانتماء وهوية، وتحرير الشعب ألاحوازي من الاحتلال والهيمنة الفارسية وضمهم إلى النسيج العربي ، لانهم ملح العرب، كما يجب أن يكون لهم مقعدًا في الجامعة العربية؛ لكسب الرأي العام الدولي لصالح قضيتهم من خلال منظمة الأمم المتحدة والدول الفاعلة فيها، ودعم وتعبئة وتشجيع المنظمات التحريرية المتعددة في الداخل والخارج التي تنادي بالاعتراف بدولة الاحواز العربية و لجانها الوطنية وكشف الجرائم والمجازر التي يرتكبها الاحتلال الفارسي للشعب العربي، كما يجب علينا تفعيل الدور الإعلامي في جميع القنوات ووسائل التواصل المتنوعة عالميًّا بقضيتهم وأننا متضامنون معهم لإبرازها وأنهم في قلوبنا وعقولنا، وإيقاد جذوة الثورة والرفض والتحدي؛ لدعم حقوقهم وترسيخ وحدتهم الوطنية وتعزيزها لينالوا حريتهم، ويقررون مصيرهم لبناء دولتهم العربية على أراضيهم التي ارتوت بدمائهم وأرواحهم… اللهم اني قد بلغت ، اللهم فاشهد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق