خاص/ عبد الكريم العمر
عادت أخبار بيع المساعدات الأممية والمقدمة من الخارج للسوريين المتضررين من الزلزال في مناطق النظام، إلى الواجهة من جديد.
وكان من أبرز ما لفت الأنظار هو تسليط ماكينات إعلامية تتبع للنظام السوري الضوء على موضوع بيع المساعدات الأممية، وذلك على البسطات في شوارع حلب.
وتم رصد مواد مكتوب عليها "غير مخصصة للبيع" على البسطات في شوارع مدينة حلب، وسط التساؤلات "من يبيع هذه المواد بدلاً من توزيعها؟".
وأشارت إلى أن كميات المواد التي يتم بيعها على البسطات كبيرة مثل مادة الأرز بأكياس تزن 10 كغ و50 كغ، لافتة إلى أن الأهالي يرون أن أسعار هذه المواد أرخص من أسعارها في المحلات التجارية، إذ يصل سعر كع الأرز إلى حدود 17 ألف ليرة سورية بينما يباع في المحلات بسعر 33 ألف ليرة سورية، حسب تقديراتها.
وتدّعي مصادر في مديرية التجارة وحماية المستهلك التابعة للنظام السوري، أن أصحاب البسطات يهربون عند رؤية الدوريات ما يعرقل مسار التحقيق حول مصدر هذه المواد، حسب مزاعمها.
وحول ذلك قال الحقوقي عبد الناصر حوشان، والمهتم بتوثيق الأحداث في مناطق النظام لمنصة "المشرق بوست"، إن "عصابات النظام وشبيحته بالأصل هي من تحتكر المساعدات الإنسانيّة من لحظة استلامها من منظمات الأمم المتحدة أو غيرها من المنظمات الإقليمية، وتتولى لجان الدفاع الوطني (الشبيحة) بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية وكتائب البعث عمليات تسجيل المستحقين وعمليات التوزيع، وبالتالي سرقتها وإعادة بيعها في الأسواق".
وأضاف "هذا الأمر تم توثيقه من قبل عدد من الصحف العالمية والمنظمات الحقوقية المهتمة بالشأن السوري، وفي إحدى الدراسات و التقارير أكدت أن النظام استفاد من هذه المساعدات بأكثر من 13 مليار دولار على مدى السنوات الماضية".
وتهكم كثيرون من هذه الأخبار بالقول "الله يديم البسطات.. فلولاها مات الشعب من الجوع"، في إشارة لموجة غلاء أسعار المواد في أسواق النظام مقارنة بأسعار المواد على تلك البسطات.
ولفت كثيرون إلى أن الكميات الكبيرة التي تباع على البسطات تؤكد أن المسؤولين عن استلام هذه المساعدات الخارجية هم من يوزعونها على أصحاب البسطات، وبالتالي لا توجد جهة رقابية أو ضابطة تحاسب على هذا الفساد، حسب كلامهم.
وعقب زلزال 6 شباط/فبراير الماضي، الذي ضرب مناطق النظام والشمال السوري وجنوبي تركيا، كان العنوان الأبرز لما يجري في مناطق النظام السوري بشكل خاص، هو إقدام ضعاف النفوس وتجار الأزمات والحرب على سرقة المساعدات القادمة للسوريين المنكوبين جراء الزلزال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق