يستمر ملف اللاجئين السوريين في لبنان بتصدر المشهد بين الفترة والأخرى، وسط تجاهل عدد من المسؤولين اللبنانيين للتقارير التي تفيد بأن سوريا ما تزال بلد غير آمن ولا يُنصح بإعادتهم قسراً إليها.
وفي المستجدات، هاجم وزير المهجّرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، المدعو “عصام شرف الدين”، الوجود السوري على الأراضي اللبنانية، معتبرا أن مسألة عدم عودتهم إلى بلادهم مرفوضة تماماً، وأن لديه خطة طرحها على الدولة اللبنانية بهذا الخصوص، حسب تعبيره.
جاء ذلك خلال حديثه للرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا، اليوم الإثنين، في زيارة أطلعه خلالها على مضمون الاجتماع الذي عقده مع المدير الإقليمي لمفوضية اللاجئين للأمم المتحدة حول قضية عودة النازحين السوريين.
وقال الوزير اللبناني بحسب ما تابعت منصة SY24، إنه “مرفوض كلياً ألا يعود النازحون السوريون إلى بلادهم بعدما انتهت الحرب فيها وباتت آمنة”.
وادّعى الوزير اللبناني أن “الدولة السورية تمد يدها للتعاون في هذا الملف”، لافتا إلى أن “خطة الدولة اللبنانية تقوم على إعادة 15 ألف نازح شهريا”.
وتحدث “شرف الدين” عن “اقتراحات تقدم بها لبنان اإلى المدير الإقليمي لمفوضية اللاجئين للأمم المتحدة اياكي ايتو الذي وعد بمراجعة مرجعيته، على أن يعود بالاجابة عنها خطيا”، كما تحدث عن “خطة لتشكيل لجنة ثلاثية مع الدولة السورية ومفوضية شؤون اللاجئين وأخرى رباعية مع كل من تركيا والعراق والأردن لتحقيق هذه العودة”.
وأضاف أنه أخبر المسؤول الأممي بأن الموضوع الكبير الأساسي هو موضوع النازحين، أما المواضيع الصغيرة الأخرى فلها علاقة بالمعارضين، وأمامهم خياران: إما أن يتقدموا بكتاب تعهد إلى النظام السوري وحكومته بألا يمارسوا أي عمل سلبي في الأراضي السورية، أو أن المسألة تتحملون أنتم مسؤوليتها في ترحيل هؤلاء إلى دولة ثالثة، لافتا إلى أن المسؤول الأممي أخذ هذا الموضوع في عين الاعتبار، حسب زعمه.
ونهاية حزيران الماضي، أعربت “الرابطة السورية لكرامة المواطن”، وحسب ما نشرت منصة SY24، عن قلقها البالغ بسبب التهديدات التي جاءت على لسان رئيس الوزراء اللبناني “نجيب ميقاتي”، بخصوص إجبار اللاجئين السوريين على الخروج من لبنان.
وأشارت الرابطة إلى أن خطة لبنان لعودة اللاجئين السوريين تنتهك المواثيق والمعاهدات الدولية التي تحمي اللاجئين من العودة القسرية، وتجرم أي محاولات لإجبار اللاجئين على العودة إلى البلد الذي فروا منه، فيما لا يزال الطرف المنتهك لحقوق الإنسان في السلطة.
وقبل أيام، ردّ الحقوقي اللبناني “نبيل الحلبي” على التهديدات التي أطلقها رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية “نجيب ميقاتي” بخصوص اللاجئين السوريين في لبنان، مشيراً إلى أن عودتهم مرتبطة بمنع تدفق مقاتلي ميليشيا “حزب الله” إلى سوريا.
ومؤخراً، أكدت منظمة العفو الدولية في تقرير لها، أنه “لا مأمن للاجئين العائدين في أي مكان في سوريا؛ وفضلاً عن ذلك، فإن ثمة خطراً حقيقياً في أن يتعرض اللاجئون الذين رحلوا عن سوريا منذ بدء الصراع للاضطهاد لدى عودتهم بسبب ما تنسبه السلطات إليهم من الآراء السياسية، أو بهدف معاقبتهم على فرارهم من البلاد وحسب”، مبينة أن “ثلث الحالات الموثقة في هذا التقرير تتعلق بانتهاكات لحقوق الإنسان وقعت في مدينة دمشق أو منطقة دمشق”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق